عبدالقادرعلى الحيمي
8 ابريل 2022
القضارف
أسياس افورقى : عقبة للسلام فى اثيوبيا
الاجهزة الامنية الاثيوبية تعتقل فرق المخابرات الارترية فى اديس ابابا وهروب عناصر منها الى كينيا ويوغندة. عقب زيارة أبى احمد السرية لاسمرا
توقف انسياب مواد الاغاثة لاقليم التقراى أثر اغلاق العفر الطريق
تتدهور علاقات اثيوبيا وارتريا وتبدأ بالتصاعد نتيجة لمعطيات الحرب فى التقراى والتى تبلورت نتيجة للضغوط الدولية المكثفة التي مارستها الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الافريقي على أبي احمد رئيس الوزراء
فى تحالف عسكري قوى بين البلدين شنت الحرب على قوات الجبهة الشعبية للتقراى TPLF والتي تحول اسمها لاحقا الى قوات الدفاع عن التقراى TDF ونشرت ارتريا جيشها على طول حدود التقراى مع السودان لوضع الاقليم فى حصار لضمان منع التقراى من الامداد عبر معبر السودان ” اللقدى” بالفشقة الكبرى . ولاتزال وحدات الجيش الارترى منتشرة فى التقراى وتتخذ من مدينة ” دانشا” بغرب الاقليم مركز قيادة الفرقة 22
نجمت الخلافات بين الحليفين وتطورت الى عداء لجنوح أبى احمد لخيار السلام اثر الضغوط الدولية ومن ناحية أخرى لانهيار جيشه وعدم صموده امام تفوق قوات التقراى. TDF وقوات تحرير الاورومو OLA/ WPO .
خيار مفاوضات الحوار الوطني الشامل فرضته القوى الدولية والتي فرضت لبدء الحوار انسحاب القوات المتقاتلة من المواقع التي احتلتها، فانسحب التقراى من مدن امهرا والعفر ، وانسحب جيش الدفاع الوطنى الاثيوبى من غرب التقراى ، لكن ميليشيات فانو وحليفها الجيش الارترى رفضا الانسحاب . رفض فانو وهي جيش اقليم الامهرة الشعبى للانسحاب لان ذلك يعنى استعادة التقراى محافظة ” والقاييت” ويرى الامهرة انها تتبع لهم
لذلك تدعمهم ارتريا لان من شان استعادة التقراى لمحافظتهم الوالقاييت وفتح معابر مع السودان يعزز قوتهم وقد يدفعهم ذلك الى شن حرب لاستعادة مثلث ” بادمى وساليمبسا ” والتى خاضت اثيوبيا وارتريا حربين في عهد الراحل مليس زيناوى فاق ضحاياها 80 الف. استطاعت ارتريا استعادتها ابان الحرب الأخيرة.وفى سبيل انجاح أبي احمد جهوده لإرساء السلام فى اثيوبيا عبر حوار وطني شامل بين كل القوى السياسية المعارضة والتى ترفع السلاح ، ومع رفض ارتريا للامتثال للمطالب الدولية بسحب وحداتها العسكرية من غرب التقراى ، تأكدت انباء زيارة ابى احمد السرية الى اسمرة قبل اربعة ايام وقابل خلالها اسياس افورقى وطلب منه سحب قواته حتى تكتمل عناصر نجاح جولات الحوار الوطنى الاثيوبى الشامل لإرساء السلام وحل القضايا السياسية عبر المفاوضات بدلا من الحرب . لكن من المؤكد وحسب ما رشح من معلومات وانباء لم يجد أبى احمد آذان صاغية فى اسمرة
فأوقف العفر مرور شاحنات الاغاثة الى مغلى وواضح ان ذلك تم بإيعاز من ارتريا فى خطوة تهدف الى مزيد من الضغوط الامهرية – الارترية على أبى احمد، تبع ذلك ، تخفيض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين فى الاسبوع الماضي ، وفى تطور لاحق قامت اجهزة الامن الاثيوبية باعتقال عناصر المخابرات الارترية والمتواجدة فى اديس ابابا وبعض العناصر المخابراتية الارترية تمكنت بالفعل من الهروب الى كينيا ويوغندة
كانت فرق المخابرات الارترية متواجدة بموافقة من الحكومة الاثيوبية وكانت تشن حملة اعتقالات ومداهمات للتقراى فى اديس ابابا وتحتجزهم وتحقق معهم في مناطق مجهولة لا يعرفها ذوى المعتقلين وشملت حتى التقراى من رجال الاعمال واصحاب الشركات والفنادق والمطاعم الخ
عدم انسحاب فانو والجيش الارترى من غرب التقراى يهدف الى افشال الحوار الوطنى الاثيوبى الشامل الذي تهدف ارتريا الى افشاله عبر امساك اسياس افورقى بالملفات الداخلية لاثيوبيا للضغط عليها لانتزاع تنازلات وهى سياسته التي طالما استخدمها بالامساك بالملفات الداخلية فى جيبوتى والصومال الفيدرالى والسودان
الظلال قاتمة والمشهد السياسى الاثيوبى فى غاية الارباك والاحتقان وابى احمد يقوم بتحركات ومناورات واسعه لانجاح سعيه فى سلام اثيوبيا ويقول انصاره انه يتسم بالقوة والحنكة السياسية التى تمكنه من تخطى العقبات، وقد برزت قوته فى المؤتمر العام لحزبه قبل ثلاثة اسابيع حيث استطاع طرد 2574 من اعضاء حزبه المناوئين لسياسته بالانفتاح والحوار مع المعارضة المسلحة للتقراى والاورومو واستبدلهم بعناصر موالية له
من غير المعروف حاليا خطوة أبي احمد التالية ، لكن من المحتمل كما يتكهن المراقبين ان يتحالف مع الاورومو والتقراى لاخراج الجيش الارترى وفانو من غرب التقراى ، او قد يدعم التقراى للدخول فى مواجهة مع الجيش الارترى ، لكن هناك من لايرجح هذا الاحتمال، رغم كل شىء وارد فى صراعات القرن الافريقي. طاغية ارتريا طالما صمد وثبت بقاء نظامه امام الاعاصير والعواصف الهوجاء طوال سنوات حكمه رغم المتغيرات الجيوسياسية بمنطقة القرن الافريقي، لكن ليس كل مرة تسلم الجرة ، لبقاء نظام الفرد وحكم الفرد وفقا لسرديات التاريخ