يا أبناء إرتريا الأحرار، يا من تحملتم صنوف القهر والظلم لعقود طويلة، يا من ما زلتم تثبتون أنكم شعب عظيم صامد أمام أعتى طغيان. رسالتي إليكم اليوم مستوحاة من معاناة مشتركة بين الشعوب التي تكافح ضد الاستبداد، شعوب قررت أن تكون حرة رغم كل القيود
النظام الذي يحكم إرتريا اليوم هو نظام استبدادي يعيش على تناقضاتنا. إنه يغذي الفرقة بيننا، ويزرع الشكوك في قلوبنا، ويستغل صراعاتنا الثانوية ليبقى على كرسيه المهتز. لكن علينا أن ندرك اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، أن هذا النظام زائل، لأن حكم الاستبداد مهما طال فهو لا يدوم
نحن الإرترين، نعيش معاناة مزدوجة: معاناة القمع في الداخل، ومعاناة الغربة والشتات في الخارج. لقد عانينا من الفقر، والاضطهاد، والهجرة القسرية. لكن هذه المعاناة ليست نهاية الطريق، بل هي بداية لصناعة أمل جديد
إيها الأحبة أريد أن أقول لكم بصوت عالٍ وواضح: قوتنا تكمن في وحدتنا. لا تدعوا النظام يفرقنا باسم الدين، أو القبيلة، أو المنطقة. نحن جميعاً أبناء إرتريا. علينا أن نرتقي فوق صغائر الأمور، وأن ننظر إلى الصورة الأكبر: إرتريا التي نحلم بها جميعاً، إرتريا الحرة التي تسع الجميع
اليوم، علينا أن نبدأ التفكير كإرتريين أحرار. علينا أن نتجاوز عقلية النظام البائد، وأن نغرس في عقولنا قيم الحرية، والعدالة، والمساواة. يجب أن تكون أولوياتنا هي بناء دولة ديمقراطية حقيقية، دولة تعطي كل مواطن حقه، بغض النظر عن أصله أو دينه أو فكره
يا أبناء إرتريا، الثورة ليست فقط في إسقاط النظام، بل هي ثورة داخل عقولنا أيضاً. علينا أن نتحرر من قيود الخوف، ومن الأفكار التي زرعها النظام فينا لعقود. علينا أن نؤمن بأن التغيير يبدأ بنا، وأننا قادرون على بناء وطن يفتخر به كل إرتري
أوجه هذه الرسالة إلى كل من يعيش في الداخل، ويقاوم بالصبر والعمل، وإلى كل مغترب يحمل إرتريا في قلبه. حان الوقت لنترك كل خلافاتنا خلفنا، وأن نوحد جهودنا من أجل إسقاط الظلم، ومن أجل بناء إرتريا التي تستحقها أجيالنا القادمة
اللهم اجمعنا على الحق، ووفقنا في نضالنا، واجعل من إرتريا وطناً حراً تسوده الكرامة والعدالة والسلام
أخوكم: حسين حب الدين زمزمي