الحرية للمعتقلين الشرفاء في سجون الاستبــداد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحرية للمعتقلين الشرفاء في سجون الاستبــداد

بقلم : المهندس / سليمان دارشح

29/ 7/2024 م

من المؤسف أن أوساط عديدة كانت تتجاهل أو لا تعرف حقيقة قيادة الجبهة الشعبية التي تسلمت عشية الاستقلال دفة الحٌكم في البلاد ، ولكن تتابعت الأيام والسنين ، وتوالت الأحداث لتصل الأوضاع في إرتريا لأسوأ مرحلة في ظل هذه القيادة الفاشلة والتي لا تملك من مواصفات القيادة وشروطها شيئاً .. فإذا بصرخات الاستياء وأصوات الاحتجاجات تتصاعد في الداخل والخارج، ، واتضح للجميع بما فيهم المناضلين الشرفاء من الجبهة الشعبية نفسها أن القيادة الحاكمة في إرتريا تحتقر القوانين الدولية ، ولا تعترف بالثوابت الوطنية الإرترية ، وتتصرف حسب مولاتها العدوانية الهمجية ، وهذا يدل على أن سلبيات قيادة الشعبية جاءت نتاج طبيعي لتراكمات وأخطاء واحقاد قديمة ، أساسها انتهاج أساليب غير قانونية ودستورية وأخلاقية في تعاملها مع الأحداث والأخرين ، وتنكرها الصريح والمعلن للعمل الجماعي الوطني ، وانفرادها بدون أي وجه حق بالسلطة لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان ، وأتباع أسلوب الاستعلاء والتهميش والإقصاء والاغتيالات وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات.

وكذلك عرف عنها – قيادة الشعبية – باعتقالاتها التعسفية المتكررة للناس بدون تهمة وبسبب نشاطاتهم السياسية ، لذلك امتلأت سجونها بالمناضلين أصحاب الرأي الآخر المخالف لرأيها ، هؤلاء المناضلين المعتقلين لا محاكمات لهم ، ولا يسئل عنهم ، ولا يعرف لهم مصير.!!

وفوق ذلك كله يعاني هؤلاء المناضلين الأفذاذ وجع البعد عن الأهل وعذاب السجون وعنجهية السجان والقيود التي تجعل حياتهم ظلاماً وعتمة ووجعاً لا ينتهي!!!

وفي رأي عندما تقوم قيادة الشعبية بهذه الممارسات المجردة من كل القيم الأخلاقية والإنسانية ، فإنها بالتأكيد لا ترغب في أي إرتري وطني حر شريف ، وهذه هي طبيعتها العدوانية ، وهذه هي نفسياتها السيئة الذي عرفها الشعب الإرتري قبل التحرير وبعد التحرير ، ونتيجة لذلك وصل جميع الناس في إرتريا إلي قناعة ، بأن قيادة الشعبية الحاكمة في أسمرا المعزولة ، حتى الحيوانات لا تعيش معها في سلام ووئام ، أنها بحق قيادة ضالة لا تؤمن بحقوق الإنسان وبحرية الرأي ، ولا تعترف بالمواثيق والعهود ، ولا ترغب في التعايش السلمي في وطن يسع الجميع.

فاليوم النضال من أجل حرية المناضلين الشرفاء المعتقلين في سجون الاستبداد ، هو واجب وطني أصيل ومسؤولية أخلاقية  تقع على عاتق الجميع ، كما يتطلب تدويل قضية المعتقلين السياسيين واستخدام آليات نضالية جديدة وفعالة وأن لا يقتصر التضامن معهم علي الحضور العابر أو إلقاء الخطب في المناسبات ، وإنما يجب ان ترتبط الأقوال بالأفعال علي أرض الواقع من خلال المشاركة العملية والفعلية ، مثل الاعتصامات والمظاهرات واللقاءات التضامنية الحاشدة في الداخل والخارج ، ومطالبة منظمات حقوق الإنسان للقيام بزيارات ميدانية لسجون الطغمة الحاكمة في إرتريا للاطلاع علي الوضع المأساوي على الطبيعة ، ودعم والاهتمام بأسر المعتقلين السياسيين.

وأشير هنا لأمر مهم وهو أنني لا أضع نفسي موضع المتابع والمحلل والمقيم والمحاسب ، وإنما الآلام التي اعتصرت قلبي هي ما دفعتني لكتابة هذا المقال المتواضع ، لعل كلماتي تصل للمعنيين. وأحسب المناضلين الشرفاء الذين يدفعون اليوم ضريبة الرأي والحقيقة ، بحاجة إلي تضامن قوي وحضور دائم وفعل متواصل ، بل يحتاجون أكثر من ذلك ، وفي رأي أن الانتصار لقضية المعتقلين السياسيين يكون في المقام الأول ووضع قضيتهم بشكل مستمر على جدول أعمال الفصائل الإرترية المعارضة ، والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة ، وإثارة قضيتهم إعلامياً وفضح كافة الممارسات الإنسانية التي يتعرض لها المعتقلون في سجون النظام

اللإنسانية التي يتعرض لها المعتقلون في سجون النظام

ويبقي القول : هؤلاء المناضلين الذين يقاسون ظلم الاعتقال وظلام الزنزانات وعنجهية الجلادين ، هم مفخرة لكل إرتري وطني شريف ، وكيف لا وأن إرتريا أنجبتهم وخاضوا معارك التحرير حتى النصر ، وبعد التحرير رفضوا حياة الذل والخضوع والانكسار ، وقالوا : بلا تردد وبلا خوف ولا وجل لا وألف لا لبقاء نظام الشعبية الاستبدادي الشمولي الدموي الحاقد في سدة الحُكم في إرتريا ، نسأل ..من جلت قدرته أن يفك أسرهــم

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print