#عبدالقادر_على_الحيمي
12 نوفمبر 2022
عد النجاح الكبير الذى حققه الاثيوبيون اليوم فى نيروبى بخطوات حثيثه وقوية وبدون تراجع نحو السلام ، فان الخطوة القادمة هى اخراج القوات الارترية من اثيوبيا ، لان طرفي النزاع الاثيوبى والاتحاد الافريقي والشركاء الدوليين يدركون جميعا انه لن يتحقق السلام ووقف العدائيات فى اثيوبيا فى ظل تواجد تلك القوات . وتقود الولايات المتحدة جهودا كبيرة لاخراج قوات ارتريا واصدرت وزارة الخارجية الامريكية قبل يومين بيانا شديد اللهجة انتقدت فيه ادوار ارتريا فى تهديد استقرار القرن الافريقي واجهاض وافساد جهود سلام اثيوبيا
الرئيس الارترى اسياس افورقى صاحب شخصية معقدة ومركبة ومنفصمة ، ظل ثلاثين عاما رئيسا لارتريا وكان بامكانه لو اهتم بالاقتصاد ان يجعل ارتريا فى مصاف الدول الخليجية ، فهى دولة غنية لو استغلت مواردها، وتوجد بها احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعى ، فى البر وفى البحر الاحمر والذى تمتلك فيه سواحل طبيعية خلابة لوتم انشاء بنية سياحية لتوافد اليها السياح الاوروبيين كما توجد في ارتريا خام الحديد والذهبىوالفضة الخ
لكنه ليس برجل دولة يجيد التعاطى مع السياسة والدبلوماسية. شخصيته السيكوباتية تدفعه الى التعاطى بالعنف والقوة والتآمر، لذلك وهو على راس الدولة لا يفكر كرئيس دولة ، انما سلوكه وتصرفاته فى ادارة الدولة تتماشى وتماثل تصرف رؤساء العصابات مع خصومهم.فى
نزاع حدودى دخل فى حرب عام 1998 وخسرها ونزاع آخر فى جيبوتى ويدعم الشباب فى الصومال الخ …وخسر جولتى الحرب الاخيرة فى اثيوبيا وقواته محاصره وتحت رحمة التقراى
فى ذروة حروب العهد السابق فى الجنوب ودارفور والنيل الازرق وجبال النوبة، حاول اسياس استغلال نظام البشير المشغول بحروبه الداخلية بالتدخل فى الشان الداخلى للسودان ، وذهب البشير لاسمرة للمشاركة فى احتفالات الاستقلال عام 2017 ،لكن الهدف الحقيقي كان توجيه تحذير قوى لاسياس وقال له : ( لقد اوصلنا المعارضة التشادية للقصر الرئاسي فى انجمينا فى يوم واحد ، وسنصل اسمره فى ثمانية ساعات ) وكرر له حميتى بعد الثورة نفس التحذير مذكرا له تحذير البشير.ادارة العلاقات الدولية للدولة تعتمد على الدبلوماسية والتفاوض حول القضايا الخلافية والعمل على التوصل لوضع حلول لها، ولكن ليس على الاحقاد الشخصية والكراهية واشاعة عدم الاستقرار واللجوء للقوة التى كثيرا ما انتهجها النظام الارترى وهو يفتقدها لذلك ترتد عليه وبالا رغم العداء بين مصر واثيوبيا حول سد النهضة وحملات التهديد المتبادلة بين اعلام الدولتين، فان ابى احمد ذهب بكل اريحية الى مؤتمر شرم الشيخ معلنا توجها جديدا لاثيوبيا.ايضا رغم لاتزال بعض اراض الفشقة وان كانت محدودة جدا تحت سيطرة اثيوبيا ورغم توتر علاقات السودان واثيوبيا بسبب النزاع الحدودى واشتباك الجيشين عدة مرات فى معارك كبيرة، لبي الفريق البرهان دعوة الرئاسة الاثيوبية لمنتدى بحر دار ولم يقاطعها لانه رجل دولة ، ولديه مؤسسات متعددة تدير السياسة الخارجية للسودان
النظام الارترى نظام هش وضعيف وساهمت عدة ظروف فى استمراره وبقائه طوال تلك السنوات يعتمد على القوة وهو لايمتلك القوة بمعناها الحقيقي. وقوته كانت فقط فى تهجير نصف شعبه لاثنية تصدرت المشهد السياسى لارتريا رافعة شعار الاستقلال لارتريا . كما ان قوته يستمدها من ضعف وتشرذم المعارضة الوطنية وعدم توحدها فى مشروع وطنى جامع يتجاوز التباينات العرقية والجهوية والفكرية.
التدخل العسكرى الارترى فى اثيوبيا جعلها فى عين العاصفة وفى مواجهة للدول الافريقية والغرب ولن يستطيع مواجتها ، حتى ان صح القول ان ابى احمد يستغل الوجود العسكرى الارترى ورقة ضغط ضد التقراى ، ايضا الولايات المتحدة تضع ثقلها بالكامل على مفاوضات السلام ولان اثيوبيا منطقة نفوذ امريكية وشريك للولايات المتحدة كما صرح بذلك مايك هامر المبعوث الامريكى للقرن الافريقي ، وتعمل بقوة على اخراج القوات الارترية من اثيوبيا.
تستطيع روسيا الغارقة فى اوكرانيا والصين منع صدور اى قرار يدين ارتريا ولكنهما لن يستطيعا منع اخراج القوات الارترية . ينطبق على اسياس افورقى صاحب الخمسة وسبعون من العمر المثل السودانى ( التسويهو بيدينك يغلب اجاويدك).
الطوفان قادم الى اسمرة