الفاتح من سبتمبر المجيد 1961 م رمز لنضالنا الوطني بقيادة الشهيد البطل حامد ادريس عواتي
بقلم عثمان قبر
تحتفل الشعوب بيوم عيدها وهو يعتبر يوما رمزيا تعبر من خلاله الشعوب عن امجادها وعن تاريخها وعن بطولاتها،، فللشعب الارتري اياما بيض سجل فيها مأثر وتتقدم هذه الايام الواحد من سبتمبر من العام ١٩٦١ والتي فجر شعبنا كفاح مسلحا اعلن انطلاقته القائد حامد ادريس عواتي ضد الظلم والاستعمار معلنا بداية عهد جديد لشعبنا متحديا جبروت الاستعمار الاثيوبي متحملا استحقاقاته الكبيرة والباهظة التكاليف ، ومع تواضع قدرات شعبنا وتعداده الا انه قبل التحدي والتف حوله ثورته فانتشر الخبر في المدن والريف وبدات الاغاني الوطنية والحماسية تنتشر ويتغنى شعبنا بالثورة والثوار (يوم لالي سكاب بدا وخلاص جهاد مطا هروسو لتهرقتا) والجهاد هنا كان يرمز لجبهة التحرير التي رفعت شعار تحرير الأرض والانسان ،وبالرغم مما قام به الاستعمار من بطش واعتقالات التي شملت العديد من شعبنا وتعرضت اسرة القائد عواتي الى سجن واعتقال وتهجير من قريتهم الا ان ذلك لم يثني الثوار لان الثورة لم تكن عشوائية ورغبة افراد وانما كان قرارا وطنيا املته ظروف مرحلية وتقييم استراتيجي للكل الوسائل التي اتبعها شعبنا من اجل بلوغ غاياته ولم تجدي فتيلا فكان اعلان الجبهة وتأسيسها عبر محطات وتخطيط بدا من القاهرة التي وصلتها القيادات الوطنية والتاريخيه امثال ادريس محمد ادم وابراهيم سلطان وبعض المثقفين امثال عثمان سبي ولفيف من الطلبة الذين وصلو مصر البعض منهم سيرا على الاقدام لمواصلة تعليمهم وكذلك مواصلة لكفاحهم الذي بداوه في داخل ارتريا ،وكذلك من السودان التي كان بها العديد من ابناء شعبنا سيما والذين كانو في الجيش السوداني وايضا من داخل الساحة امثال القائد عواتي وبعض القيادات الوطنية والمشائخ امثال الشيخ محمد ابن الشيخ داود ، لهذا كان الترقب حاضرا والتفاعل كبيرا ، وفي فترة وجيزة انتشرت الثورة ودعمت من كل الفئات والمناطق ولذا عبرت الجبهة عن كل فئات المجتمع الارتري بأهدافها الوطنية وبأسلوبها التي اتبعته في التعبئة ورسمت الجبهة ملحمة بطولية تجسدت فيها كل معاني الوطنية ولذا تجد كل بيت من البيوت تحتفظ بصورة تذكارية لشهيد وتتفاعل مع تاريخ الجبهة دون تكلف وهذا دليل ان الجبهة كانت المولود الطبيعي للشعب الارتري ، وعندما عجز الاعداء من هزيمة الجبهة ميدانيا قاموا بزرع الفتن داخل الثورة ومثل اسياس هذا الدور خير تمثيل فقد قاد الانشقاق في صفوف الجبهة مستغلا بعض الاخطاء التي عادة ما تحدث في ظروف الثورة ، و زرعوا في صفوف الثوار عبارة (عامة حراديت) تلقفوها البسطاء لتعميق هوة الخلاف بين الثوار وحصد افورقي نتائج الخلاف ليبني اكبر تنظيم قاتل ومنتهك لحقوق الانسان وبدا بتصفية من نصروه على اخوانهم ، وشقت الجبهة طريقها وسط هذه العواصف تحرر المدن وتنشر ثقافة الثورة المبنية على الاخاء والتحابب بين ابناء الوطن وفي المقابل في صف الثورة المضادة كانت تنسج المؤامرة والتحالفات الغير مقدسة التي تمت بين الجبهة الشعبية ووياني تقراي الاثيوبية برعاية دولية ومشاركة اقليمية اسفرت اقصاء الجبهة عن الساحة الارترية ، ورغم كثافة التأمر الا ان الفئة الوطنية المناضلة كانت حاضرة داخل الحبهة وقررت ان تظل بندقية عواتي باقية وصوت الجبهة مرفوعا فكانت الانتفاضة التي قامت بها كوكبة من قادة ومقاتلي جيش التحرير في ٢٥/٣/١٩٨٢لتستمر المسيرة رغم المتاعب.. وفي اليومين الفائتين وتحديدا يوم ٢٨/٨ كتب أحد الحاقدين من المسحيين في صفحته الذكرى ال٤١ للانتصار على جبهة التحرير الارترية والقوى الاسلامية والعربية.
هذه نظرتهم في جبهة التحرير الارترية وعلينا ان نعي مشروع الجبهة الشعبية وهو تجريد ارتريا من موروثها الثقافي والديني التي مثلته وتمثله جبهة التحريرالارترية ، والان تطل علينا ذكرى سبتمبر وتشهد ساحتنا تطورات كبيرة وعديدة وتحولات دولية واقليمية وعلينا ان نعيد قراءتنا للامورعلى ضوء ما يحدث من تطورات على الارض وعلى اصحاب مشروع الجبهة ان يفيقو من غفلتهم وعليهم ان يتمسكوا بمشروع الجبهة ويتنادوا فيما بينهم ليعيدوا امجاد سبتمبر ويتحول مشروع الجبهة الى واقع ملموس وان الاحتفالات الاسفيرية وحدها لا تفيد ولاتجدي نفعا.
ا.