كلمة جبهة التحرير الارترية بمناسبة الذكري (62) لانطلاقة الكفاح المسلح الارتري
في مثل هذا اليوم من القرن العشرين وتحديدا في الفاتح من سبتمبر عام 1961شهد التأريخ حدثا كان فاصلا بين الحق والباطل حيث عبر الشعب الارتري عن ارادته الحرة عبر إعلان ثورته متخذا الكفاح المسلح وسيلة لانتزاع حقه المشروع في نيل حريته ارضا وشعبا . ففي صبيحة هذا اليوم المذكور دوت صيحة ميلاد فجر جديد مكلمة لصيحة تلك الاصوات التي تعالت منذ الاربعينيات والخمسينيات متطلعة لحريتها وتقرير مصيرها ضمن مشروعها الوطني الاستقلالي . فلم يكن فعل 1\9\1961فعلا معزولا عفويا او مبتورا عن سياق تطلعات والوسائل التي اتبعها الشعب الارتري لنيل استقلاله وكذألك لم يكن حدثا عفويا فلقد سبقته تمهيدات سياسية تنظيمية كانت تشكل قاعدة شرعية وقانونية لمثل هذا الحدث. حيث تكامل التواصل بين طلائع جبهة التحرير الارترية في القاهرة وبين طلائعها في الداخل الارتري وعلى ضوء تلك الاتصالات أعلن القائد الشهيد الرمز حامد إدريس عواتي ورفاقه من الرعيل الأول انطلاقة الكفاح المسلح الثوري وتحت راية جبهة التحرير الارترية. ورغم قلة الامكانيات عددا وعتادا الا أن ارادة الرعيل الأول كانت أقوى في تحدي وتجاوز كل المصاعب فمن يومها الأول وجدت طلقة ادال أذان صاغية والتف حولها الشعب الارتري واسمعت دويها للعالم بأثره فوجدت الدعم والمساندة من الأشقاء والاصدقاء وتوالت الانتصارات
جماهير شعبنا الوفية:
لقد مهر شعبنا مسيرة ثلاثون عاما من الكفاح المسلح بدمائه الطاهرة التي روت ارضنا استشهادا وجراحا فلم تستثني اسرة ارترية او قرية او مدينة من التراب الارتري الا وكانت حضنا وملاذا آمنا لجيش التحرير الارتري .وتوج هذا الفعل الثوري المقاوم للأحلام الاستعمارية الإلحاقيه للإمبراطورية الاثيوبية بميلاد الدولة الارترية من خلال الاستقلال الناجز وجلاء المستعمر الاثيوبي الذي تحقق في الرابع والعشرين من مايو عام الواحد والتسعين من القرن الماضي.إن فترة الثلاثون عاما من الكفاح المسلح ورغم الانتصارات والمنجزات التي تحققت فيها الا أنها لم تخلو صفحاتها من غدر الخيانة وحبك المؤامرات فعندما عجزت المؤسسات الاستعمارية الاثيوبية من مواجهة جبهة التحرير الارترية وعلي كافة الميادين السياسية والدبلوماسية وكذالك عجزها في المواجهات العسكرية امام انتصارات جيش التحرير الارتري .أعادت السلطات الاستعمارية الاثيوبية وحلفاءها من الصهيونية العالمية اساليبها القديمة في تفتيت الوحدة الوطنية الارترية ووجدت ضالتها في فئة صنعتها في مختبراتها الاستخباراتية فكانت مجموعة سلفي ناظنت الطائفية بزعامة الخائن اسياس افورفي ومجموعته الطائفية هي الاداءة الطبيعية في تمرير المشروع اللا وطني لإعاقة المشروع الوطني الديمقراطي الذي مثلته ومازالت تمثله جبهة التحرير الارترية. ووجدت هذه الفئة الطائفية كل الرعاية والاسناد من الدوائر الحاقدة علي تطلعات ووحدة الشعب الارتري ورغم كل هذه المقومات الزائفة التي توفرت لهذه الفئة الا شعبنا لم يفرط ابدا في حقوقه الوطنية .فمن خلال وعيه بوحدته الوطنية واستذكاره وحفظه للملاحم الوطنية لمسيرته الوطنية التحررية اصبح يواجه ويقاوم هذه الفئه المعزولة مما جعل هذه الزمرة الطائفية الحاقدة تمعن في حقدها علي الكيان الارتري المستقل مما جعلها مهددا رئسيا للسيادة الوطنية الارترية فمهما خلقت من ابواق وحلفاء قدماء ولاحقين لحبك مؤامرة تنجيها من خيانتها الوطنية من خلال تسويق بضاعة كاسدة بأن ارتريا مهددة في سيادتها الوطنية من اعداء خارجين .الا أن الشعب الارتري وقواه الثورية بقيادة جبهة التحرير الارترية استطعنا افشال هذا المخطط واصبح نظام اسياس افورقي وعصابته الطائفية هو المهدد الحقيقي للسيادة الوطنية الارترية وما التدخلات السافرة وشن الحروب ضد دول وشعوب الجوار الا ذريعة يتخذها النظام هروبا من الإيفاء بالاستحقاقات الوطنية لشعبنا .مما يجعلنا نحن في جبهة التحرير الارترية وكما كان عهدنا في الماضي إننا مازلنا على قناعة بصحة نهجنا الوطني بأن بناء ارتريا المستقبل يتطلب تمتين وحدة شعبها وبمختلف انتماءاته السياسية والاجتماعية والدينية واسقاط نظام الخيانة والعمالة بزعامة الطاغي الطائفي اسياس افورقي. وبما إننا اصحاب مبادئ وقيم ومهما تكالبت المؤامرات وطال أمد المعاناة الا أننا لنا القناعة الراسخة بأن المستقبل هو لشعبنا بحكم أنه صاحب المصلحة الحقيقية في الاستقرار، والسلام، والتنمية والديمقراطية. ومواصلة لهذا الزخم النضالي المقاوم لسياسات الاستبداد نتوجه بالنداء للشباب الارتري والقوي السياسية الوطنية الارترية وكل الفعاليات المدنية لشرائح مجتمعنا ان تتضافر جهودها في المقاومة لهذا النظام الفاسد
أصدقاء واشقاء شعبنا
إننا في جبهة التحرير الارترية وكما كنا وما زلنا على مبادئنا وقيمنا الوطنية بأن نظام اسياس افورقي هو حالة عابرة لا تملك مقومات الانتماء لتطلعات شعبنا وهي صنيعة استخباراتية صهيونية فقدت كل مقومات البقاء. مما يجعلنا ان نتوجه لشعبنا وقواه السياسية الوطنية ان تصوب كل مقدراتها الوطنية النضالية في بناء ارتريا المستقبل من خلق سلام اجتماعي متين قوامه احترام كل مكونات الشعب الارتري الارتري وتعضيد تنوعه الثري ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا في بناء دولة المواطنة التي تحترم فيها كرامة الانسان الارتري ويسودها الاعتراف والاحترام المتبادل لمكوناتها الوطنية ومن جانب اخر. وبما أن ارتريا جزء من المحيط الاقليمي والدولي تؤثر وتتأثر وكانت ومازلت جزء من حركة تحرر الشعوب العربية والافريقية والاسيوية وكل حركات التحرر العالمية وتلك الحركات النضالية كانت مع حق شعبنا وعلي رأس تلك الثورات كانت الثورة الفلسطينية ونحن في جبهة التحرير الارترية ما زلنا نشد ونعزز اواصر هذه العلاقات النضالية انطلاقا من المبادئ الانسانية التحررية وحقوق الشعوب في صياغة مستقبلها والعيش علي اوطانها دون استيطان وتهجير وانطلاقا من ذ الك فنحن في جبهة التحرير الارترية كنا ومازلنا مع حق الشعب الفلسطيني الشقيق في تحرير أرضه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. كما نتمنى ان يسود السلام والاستقرار دول وشعوب دول الجوار في القرن الافريقي وخاصة في اثيوبيا والسودان والصومال
اللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الارترية
1\9\2023